monalisa مراقبة عامة
عدد الرسائل : 1296 تاريخ التسجيل : 10/09/2007
| موضوع: تاريخ الموسيقى العربية القديمة الإثنين سبتمبر 21, 2009 7:22 am | |
| تاريخ الموسيقى العربية القديمة فى البدء كانت الهمهمات اول محاولة للنطق عند الانسان فى زمن تغيب قيه اللغة. ومن اجل ان يعبر الانسان عن افراحه واتراحه عمد الى تنغيم هذه الهمهمات وعلى وفق حاجته. فكانت البداية الأولى فى المحاولات الموسيقية، ثم انبعث الإيقاع من وقع أقدامه من خلال القفزات والحركات الإيمائية التعبيرية والتى تشكل ردود أفعاله تجاه الحادث اليومى وسرعان ما عمل الإنسان على تنظيمها وإشاعة روح الجماعة فيها حتى أخذت طريقها لتكون المرحلة الأولى فى فن الرقص التعبيرى خاصة حين عزز هذه الفعاليات باكتشافه الآلات البدائية سواء الموسيقية -نفخية -وترية-أو الإيقاعية، وصار هذا التشكل (الصوت البشرى - الآلة -إيقاع) أهم الفنون التعبيرية عند الإنسان على حد وعيه آنذاك وكان من الطبيعى ان تكون مواضيعها تتعلق بالصيد، ورد شرور الوحوش التى تعترض طريقه وعمليات جمع الطعام وغيرها من الاحتفالات والمناسبات.
وفى المجتمع العراقى القديم اكتشفت أماكن لأبنية تبين إنها كانت مدارس يتلقى الطلاب فيها الدروس الموسيقية الدينية هذا قبل 4500 سنة من الآن وكانت دروسهم هى إتقان وحفظ ما يلي:
1- نصوص التراتيل والأدعية والاغانى المختلفة الداخلة فى الطقوس والشعائر الدينية التى يقومون بالمشاركة فى أدائها ومصاحبتها موسيقيا وغنائيا. 2- ألحان هذه التراتيل والأغانى لعدم وجود نوتة آنذاك. 3- النص اللغوى واللحن الغنائى لكل نوع من الشعائر والطقوس الدينية مثل الاحتفال بوضع الحجر الأساس لبناء معبد جديد، الاحتفال بالانتصار على الأعداء، الاحتفال بعيد رأس السنة، تقديم القرابين، ودفن الموتى وغير ذلك . 4- إجادة العزف على اكثر من آلة واحدة، لأن أداء الشعائر الدينية يتطلب ذلك كما يتضح من أحد نصوص المسمارية التى أوردت ان المغنى من صنف "نار" وهو المختص بالألحان المرحة كان يجيد العزف على القيثارة وعدد آخر من الآلات الوترية والدف.
وفى كتاب "الموسيقى فى العراق القديم" يذكر مؤلفه الدكتور صبحى انور رشيد ان الكلمة السومرية "كالا" تعنى كاهن التراتيل المختلفة ويقسم هذا الصنف الى ثلاث درجات:
1- كالا-ماخ: وتعنى الكاهن الموسيقى الكبير للغناء الحزين وهذا الصنف هو أعلى الأصناف حيث ان شاغل هذه الوظيفة يعود الى طبقة كبار رجال المعبد وكان أحد الكهنة الموسيقيين من هذا الصنف زوجا لأخت الحاكم السومرى المشهور كوديا ثم اصبح فيما بعد الحاكم الذى أعقب كوديا. 2- كالا: وهو الكاهن الموسيقى الذى يأتى بعد كالا-ماخ والكاهن الموسيقى من هذا الصنف هو الذى يشارك فى شعائر دفن الموتى موسيقيا وغنائيا ويؤدون ذلك بواسطة العزف على الآلة الوترية المعروفة فى اللغة السومرية بالاك التى تقابل آلة الهارب وعدد هؤلاء الكهنة كبير جدا. 3-كالا -تور: وهو الكاهن المتدرب المبتدئ على هذه الاحتفالات يتعلم ويعزف التراتيل والألحان الحزينة عن دفن الموتي.
ويمكن تلمس المراحل الأخرى لتطور العلاقة بين الإنسان والموسيقى والرقص حيث نجدها فى أعياد "الديثمرامبوس" التى كانت تقام فى المجتمع الإغريقى القديم قد شكلت أهم الخطوات لتكوين الفن الموسيقى الدرامى - ان جاز لنا التعبير- فقد كانت الجوقة التى تنشد وتغنى فى هذه الأعياد - افرادها نخبة تجيد فنون هذه الاحتفالات كالرقص والغناء ونظم الأشعار وهم يرتدون ملابس خاصة بالمناسبة صنعت من جلود الماعز- من أهم العناصر الأساسية التى سارت بهذه العلاقة لتشيّد فعالية غدت من أرقى الفنون الأدبية الجميلة فيما بعد وهى المسرح، و يمكن القول إن المسرح الإغريقى قد شيد من مادة الطقوس التى كانت الموسيقى والغناء والرقص تشكل خاماتها الأساسية. وظلت هذه العلاقة التى احتفظت بالتقاليد الفنية لتلك المرحلة والتى تجمع بين الأشكال الدرامية والموسيقى تتطور وتتعقد فى تشكيلاتها ويصير لها رواد ومعجبون من حيث انها كانت تؤدى حاجة وظيفية مهمة فى حياة إنسان ذلك الزمان.
ان لهذه الاحتفالات من حيث كونها طقوساً للعبادة نظاما دقيقا حيث كان أى خطأ فى التنفيذ يعد جريمة بحق هذه الطقوس وإساءة للآلهة لا يغفرها الجمهور بسهولة وكانت الجوقة تتحمل عناء الإعادة جراء أى خطأ يرتكب مهما كان صغيرا.
تعثر تطور الموسيقى فى العصور الوسطى حين وجدت الكنيسة إن للموسيقى تأثيراً شديداً على المتلقى يمكنها الاستفادة منه فى عملياتها التبشيرية لذلك وقفت فى طريق تطورها الا فى حدود الكنيسة واحتياجاتها، لكنها (أى الكنيسة) ساعدت فى تطور الموسيقى التى تحتاجها لأغراض العبادة من الناحية المادية التى ساعدت بتطور الآلات ونظام التأليف الموسيقى مثل القوالب المتعددة وكذلك ظهرت فنون القداس وهو مجموعة من طقوس معقدة يكون للموسيقى فيها دور مهم، وظهرت كذلك الأغانى الجريجوريانية وكان مؤسسها البابا جريجورى (590 -604) وهى عبارة عن أناشيد دينية يكن لها العالم المسيحى احتراما كبيرا لما تتسم به هذه الأناشيد من رصانة وعمق فى المعانى الدينية أدت الى تعميق العنصر الموسيقى فيها. وبالرغم من قسوة هذه المرحلة فلم تلغ الموسيقى فى المسرح ذلك ان بعض المسرحيات كان يرافقها الغناء والموسيقى ولو انهما لم يكونا الى جانب الكلمة المعبرة عن تطور الأحداث فى العرض بل كان دورهما ثانوياً غايته إيجاد نوع من الترابط بين الجمهور والمسرح، كانت الموسيقى الدنيوية فى هذه الفترة غير نشطة ومحدودة النطاق ولكن الحال لم يبق على ما تريده الكنيسة للفن الموسيقى بل ان شكل العلاقة بين المسرح والموسيقى والموسيقى الدنيوية سوف يتطور تطورا كبيراً حيث سيظهر فن الباليه الذى يعتمد على الرقص والموسيقى بنسب متوازنة، وكذلك ظهر فن الاوبرا وستصبح الموسيقى وسيلة قوية من وسائل الإيصال فى المسرح، وفى المسرح الحديث.
| |
|